الاثنين، 21 فبراير 2011

كتاب سيوف الوليد لهلاك المعتدي العنيد - اللقاء الأول من الكتاب


                      كتاب سيوف الوليد لهلاك المعتدي العنيد
اللقاء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد الله الذي اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ،وهو القائل : انۡفِرُوا۟ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا۟ بِأَمۡوَالِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ فِى سَبِيلِ اللّهِ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٌ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فهو خير من جاهد في سبيل الله حق الجهاد وهو القائل: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ. فصلِّ ربي وسلم وبارك عليه وعلى آله الكرام وأصحابه الفِخام .
 وأما بعد ...
فإن الجهاد في سبيل الله تعالى نوعان :جهاد أكبر وجهاد أصغر , فالأكبر هو جهاد النفس بنهيها عن ارتكاب المنكرات والمحرمات شرعاً،  وإلزامها بفعل الطاعات الواجبات والخيرات المستحبات ، وهذا النوع هو فرض عين على كل مسلم ومسلمة .

والنوع الثاني : الجهاد الأصغر ، وهو مقاتلة العدو دفاعاً عن الدين والأرض والعرض والنفس والممتلكات ، وحكمه في الأصل فرض كفاية فإن قام به البعض سقط عن البعض الآخر ، وفي حال هجم العدو ودخل إلى بلاد المسلمين أصبح فرض عين على كل مسلم ومسلمة فتخرج المرأة بغير إذن زوجها ، ويخرج العبد بغير إذن سيده ، ومن لم يخرج فهو آثم مرتكبٌ كبيرةً من الكبائر ،  ويعذر المريض مرضاً يتعذر معه الجهاد عن الخروج، فنسأل الله تعالى العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا  والآخرة

وفي كل الحالات أرى وأسمع عن أشخاص تتوق أنفسهم للجهاد في سبيل الله تعالى ولكن هناك عوائق عدة تمنعهم ، وهناك أشخاص يخافون خوفاً شديداً لقاء العدو إنما يتمنى أحدهم أن يكون عوناً للمجاهدين والمقاومين . وهناك أشخاص لا يعرفون طريقة للنيل من العدو فيلجؤون إلى المظاهرات  والشتائم والفوضى التي لا تأتي بخير غالباً عليهم ولا تضر عدوهم .


فلكل هؤلاء وأولئك أنصحهم بسلاح مشروع شرعاً وقانوناً وهو فعّال للدمار وفعّال للعمار  ولا يستطيع أحد من الخلق  مصادرته منهم أو معاقبتهم لحمله ويستطيع حامله أن يخفيه في وضح النهار أمام أعين الجميع ولا يدري به إلا الله تعالى ، ألا وهو سلاح الأنبياء والأئمة والأولياء والصالحين والمظلومين والمساكين والقادة العظماء  إنه الدعاء. بلا عجب واستغراب ، أجل إنه الدعاء ..
  
 فبالدعاء يمكنك أن تجعل من عدوك مغلوباً مقهوراً ويمكنك أن تجعل منه صديقاً محبوباً مناصراً والخيار لك ، والأفضل أن تدعو له بالهداية إن كان من أمة النبي محمد (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الكرام وأصحابه الفخام) ويرجى إصلاحه ،فقد روى ابن النجار في تاريخه عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: لا تشغلوا قلوبكم بسب الملوك وإن جاروا، لأن منصبه يُصان عن السب والامتهان، ولكن تقربوا إلى الله تعالى بالدعاء لهم بالهداية والتوفيق، فإنكم إن فعلتم ذلك يُعطف الله قلوبهم عليكم، فاستقيموا يَستقيموا ،وكما تكونوا يُوَلَّ عليكم، وكما تَدين تُدان، والجزاء من جنس العمل . ( فيض القدير)   

وأيضا هنا أتوجه إلى أهل مجالس الذكر ومجالس القرآن والأوراد والأدعية والخلوات والطرق المتصلة برسول الله تعالى إلى حضرة الله تعالى أن يوجهوا سيوفهم ورماحهم من خلال الأدعية دفاعاً عن الأمة جمعيها وليس لفرقة دون فرقة ولا لطائفة دون طائفة ولا لبلد دون بلد ( وليجعلوا  شعارهم بلاد المسلمين كلها بلادي وكل أهل شهادة لا إله إلا الله ، ومحمد رسول الله ،إخوتي وعرضي ودمي ولحمي  ولنتصد معاً بهمة واحدة على قلب رجل واحد إلى ما يُوجه إلى الأمة من سحر أسود مظلم قاتم من سَحَرة اليهود الملاعين إلى القادة والمجاهدين والمقاومين وأرى سحرهم قد استفحل حتى ما عاد لفرد ولو كان فرد زمانه أن يردعه فسحرهم اليوم يحتاج  لعمل جماعي من الذاكرين لله تعالى ، وقد يستعجب ويستغرب البعض من كلامي هذا ويقول : هذا خيال . أوهام . هذيان . أو غير منطقي  ...
فهنا أحب أن أذكر أن اليهود استعملوا سلاح الِسحر في وجه  المسلمين وضد النبي محمد (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الكرام وأصحابه الفخام)  والتابعين الكرام سآتي على ذكر ما ورد في اللقاء الثاني إن شاء الله تعالى. ...
السلام عليكم أترككم في أمان الله وحفظه تعالى
المؤلف: الداعية الإسلامي وليد عدنان علامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق