الخميس، 23 ديسمبر 2010

واضع النقاط على الحروف


بسم الله الذي علّم بالقلم
علّم الإنسان ما لم يعلم
والحمد لله أن عِلْمَه أزليٌ سرمديٌ
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا الأمي الذي استقى منه العلماء علوم الأولين والآخرين
وعلى آله أبواب مدائن العلوم
وعلى أصحابه أولي الفهم
فأما بعد...
من أفعال وحركات النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم  زمن الجاهلية قبل نزول الرسالة عليه وضع الحجر الأسود بيده الشريفة عند الكعبة في مكانه الحالي: وإليكم أخوتي القراء هذا الحديث لنستنبط منه ما يظهر لنا من معاني وأرجو  في تعليقكم أن تشاركوني  في تعليقكم الاستنباط إن قصر فهمي وغاب عني معنى من المعاني :  


 هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وله شاهد صحيح على شرطه (المستدرك على الصحيحين)  


المعنى الأول: أن الحجر الأسود كان يُعبد من دون الله تعالى في الأرض . ولكن بعد ظهور دين الإسلام أصبح حجراً أسعداً يُتبرك به ويُسلم عليه

المعنى الثاني: أن قريش كانت مقسمة إلى زعامات كل بطن من قريش لهم زعيم 

المعنى الثالث: اختلاف الزعماء حينها على من سيحظى بشرف حمل الحجر الأسود ووضعه في مكانه لدرجة سل السيوف على بعضهم والاقتتال كعادة العرب إلى اليوم  لولا اقتراح عبد الله بن السائب أن يحِّكموا أول رجل يدخل عليهم وهم عند الكعبة المشرفة.

المعنى الرابع: تدبير الله لهذه القضية وحكمته أن يكون الداخل عليهم هو نبينا محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام المعروف والمشهور بين بني قومه بالصادق الأمين.

المعنى الخامس: اتفاق الجميع من غير تردد على عدالته صلى الله عليه وعلى آله وسلم  وعلى أهليته للحكم في النزاعات والاختلافات الكبرى التي من شأنها أن تشعل الحروب، والانقياد والنزول عند قضائه وحكمه ورأيه .

المعنى السادس: قبول النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يكون حكماً لحل النزاع  رغم شركهم وعبادتهم الحجر الأسود وغيره من الأصنام الموجودة في الكعبة ، ومن يتتبع سيرته قبل النبوة يلاحظ أنه كان يرفض بفطرته ويستهجن عبادتهم الأصنام وأكثر أخلاقهم الذميمة.  

المعنى السابع: ذكاؤه وفطنته صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حل المشكل حيث أشار إليهم بوضع الحجر الأسود وسط ثوب قماشي وطلب من كل زعيم أن يمسك بطرف منه ليشارك الجميع في نيل شرف نقله إلى مكانه.

المعنى الثامن: والأخير وهو سبب عنوان المقالة: وضع النقاط على الحروف حيث وضع النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحجر الأسود في إحدى زوايا الكعبة المشرفة بيده الشريف ليعلن في علم وعالم الإشارات لمن يفهمها أن الإسلام والسلام آت علي يده الشريفة المنيفة لكل القبائل ولكل الشعوب إن حكّموه في قضاياهم  ونزلوا عند حكمه فيما شجر بينهم,وأن الخلاف سيتلاشى وأن الرضا سيحل وأن الشرف سيناله الجميع .

وأنا عندما ذكرت أنه وضع صلى الله عليه وعلى آله وسلم  النقاط على الحروف قد استوحيت ذلك حين رسمت في مخيلتي حِجر إسماعيل عليه السلام على شكل حرف النون والحجر الأسود كان النقطة  .
ومن تأمل ذلك لن يخالفني الرأي وقد عرض على خاطري وقلبي ما يؤيد خيالي .وهو قسم الله تعالى بهذا الحرف في قوله تعالى : ن* وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ [القلم : 1]
فالنون حرف في الأصل دائري نحن نرى نصف الجهة السفلى والجن يرى نصف الجهة العلية كما يقول أهل هذا الاختصاص من العلوم ،وهو يحمل في أسراره النار والنور يعني علم الإنذار والتبشير وبهذا وصف النبي محمد بال(بشير ونذير) قال الله تعالى: وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً [الإسراء : 105]

والنون عند العرب يوافق رقم خمسين من الأرقام وقد هاجر صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مكة وهو في سن الثلاثة والخمسين وهذا كله من إشارات علم حرف النون .
ومما يؤيد قولي أن الحجر الأسود كان نقطة النون أن العرب قبل الإسلام كانت لا تعرف علم النقاط على الحروف فكانت أمته بعد وفاته صلى الله عليه وعلى آله وسلم أول من وضعت علم النقاط على الحروف لكلمات القرآن الكريم من باب المصالح المرسلة وعدم التلاعب أو القراءة الخاطئة لكلماته وخاصة أن الإسلام اتسعت رقعته ودخل فيه غير العربي وغير المتقن للغة العرب ولفهم الحرف الغير مُنَقط .

(ن* وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ [القلم : 1] وكأن القسم بهذا الحرف يرمز لنبينا الأمي ظاهراً حامل علوم النون وعلم النقاط على الحروف باطناً وواضعها في مكانها لإحقاق الحق وكأن الكعبة هي القلم و الصحيفة الشاهدة على كل الشعوب المُسَطّر فيها وما سَطّروا من قول وفعل خير وشر عندها عند أم القرى . وفي الختام وبعد هذا الجهد المقصر أقول كما قال السلف الصالح: الله أعلم بمرادها .

كتبتها  في 18/12/2010ميلادي 12محرم 1432هجرية
د: وليد علامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق