الخميس، 30 ديسمبر 2010

قصة أغضبت الأخت روزانا


بسم الله الرحمن الرحيم


السادة والسيدات في منتديات الصمود الحر الشريف وجميع القراء في الشبكة العنكبوتية .. السلام عليكم ورحمة الله وبركات وبعد التحية أترككم مع قصة أغضبت الأخت روزانا مديرة المنتديات ووجهت إليّ بعدها سؤال قد أجبت عليه.


كلام وسؤال الأخت روزانا :

قصة حصلت سمعتها وأثارت غضبي كوني مسلمة ومؤمنة برحمة ديننا وربنا والقصة رجل وامرأة مضى على زواجهم أكثر من 40 عام؟؟؟

تزوج عليها لا لشيء بل لان خلفته كانت بنات وهو بهاجس يريد الصبي ليحمل اسمه وثروته وكان له ما تمناه وبالتالي كتب كل ما يملك للصبي ولا اعترض هنا واعرف الجواب والحكم الشرعي ولكن ما غاظني هو طلق زوجته أم بناته وهي جدة لأحفاد لأجل أن زوجته الأخرى تريد البيت لها؟؟

وكان لي حصل وخرجت الزوجة التي منحته شبابها وحياتها من حياته بدون أي شيء ما هي إلا كلمة طالق وورقة من المحكمة تثبت الطلاق وإخلاء المنزل!!!!!!!!!!!

أين ستذهب هذه المرأة بعد هذا العمر؟؟ وأين سيكون مأواها
؟؟ هل ما حصل هو الشرع ؟؟ أين الرحمة والعدل؟
امرأة بعمر السبعين , تذل أمام مجتمعها ككل؟؟

لا اقتنع أن الشرع يرضى بذلك , ولا بد من وجود بديل شرعي يفرض على الزوج
. الإسلام عز المرأة وكرمها ولم يجعلها سلعة للرجل يريدها متى أراد ويطردها متى شاء؟

بانتظار ردك الحكيم داعيتنا الجليل وأشكرك سلفا لتعبك معنا. انتهى

رد الدعية الإسلامي وليد علامة

أختي الأستاذة روزانا المحترمة 

أقول وبالله تعالى التوفيق بعد بسم لله الرحمن الرحيم .

أولاً : غضبك هذا وحزنك واهتمامك في مثل هذه القضية هو شعور إنساني – إسلامي . وهو في مكانه الصحيح .
وأقول :نحن لا نرض بغير حكم الإسلام بدلاً ولكن قد يوافق حكم غير المسلمين ما جاء به الاسلام في قضية ما فنعمل به لأنه يوافق شرع الله وبذلك لا نكون حكّمنا غير شرعه تعالى.

ثانياً: لقد تأثرت بشدة وحزنت لِما أصاب هذه المرآة المسكينة واستهجنت نفسي هذا الظلم الوحشي الذي وقع عليها، وثار عقلي عملاً وفكراً في قضيتها حتى اتصلت بأحد إخواني المشايخ الإداريين في المحكمة الشرعية في بيروت مستفسراًً عن هذه القضية وأمثالها فأظهر أسفه لما حدث وقال: العدالة الحقيقية عند الله و هذا الإنسان سينال عقابه من الله: ومع ذلك أخبرني :أنه لا يوجد قانون في المحاكم اليوم تجبر صاحب الملكية بإعطائها للغير.

قلتُ: ولكن في مثل هذه القضية التي نتناولها قد وقع ظلم على إنسانة مطلوب النظر فيه .

فقال : اعكس القضية: فلو أنّ هذه المرأة كتب لها زوجها كل ما يملك وأعطاها ثمرة حياته وبعد ذلك أخرجته عن طوره لتخرجه من حياتها لسبب ما حتى طلّقها وهي تعلم أنه لا يملك شيئاً أكانت تتنازل له عن بعض ملكها ؟ أم أنها ستعامله طبقاً للقانون ؟؟

فقلت: وهذا أيضاً ظلم على الرجل والمطلوب أن ينظر العلماء في مثل هذه القضايا ويجتهدوا ليسنّوا قانوناً ملزماً لرفع الظلم عن المظلوم رحمة بالعباد .
وذكرّته بالمسألة العمرية (وهي منسوبة للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه) حين مات رجل في زمانه وأرد أن يُقسّم الميراث على الورثة فكان للميت ابن صلب وبنت وزوجة لها أولاد من رجل غيره (وهم أخوة أشقاء) وحسب الظاهر من نصوص القانون الإسلامي من القرآن والسنة فإن الأخ الشقيق لا يرث بسبب وجود الابن من الصلب . فقال الأخوة الأشقاء من الأم لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : هب أبانا حجراً في اليمّ ألسنا أبناء أم واحدة ؟.
فاجتهد حينها عمر رضي الله عنه وأشركهم في الميراث .

فنحن اليوم بحاجة إلى اجتهاد يتوافق مع العدل والرحمة في مثل هذه القضايا .. فوافقني سماحة الشيخ الكلام ولكن وقبل إنهاء المكالمة الهاتفية تساءل سماحته : من يملك اليوم قدرة الاجتهاد من علمائنا ؟

أختي روزانا الكريمة.. وأنا مثلك لا أظن أن ما حدث مع تلك المرأة وأمثالها وجرى عليهن من حكم نهائي هو قول التشريع الإسلامي النهائي التام الكامل، ولكن أرى أن المشكلة والمعضلة تكمن بوجود قوانين جامدة عند محاكم إسلامية شكلية وقضاة موظفين يطبقون هذه القوانين المكتوبة بحذافيرها وهم لا قدرة لهم على الاجتهاد والبحث ولا أهلية لهم بذلك الحقل ولا سلطة لهم في سن ما يتناسب ويجمع بين العدل و الرحمة من الأحكام.

بل أقول دفاعاً عن الإسلام  وليس تجريحاً بأحد : حاشا لسمو التشريع الإسلامي النقي الكامل الموسوم بالعدل والإنصاف مع الرحمة للعالمين. أن تجسده وتمثله هذه المحاكم في عالمنا الإسلامي المعاصر المحدودة سلطةً والمفتقرة اجتهاداًُ و القاصرة عن إنصاف المظلومين.

وأخيراً ندعو للأخت المظلومةً المسكينة الضحية: كان الله في عونها وكفاها غربتها في آخر عمرها وواساها بحنانه ورحمته ووده ونسأله أن يبدلنا علماء ووُلا ة أمورٍ خيراً وأفضل مما نحن عليه. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

د: وليد علامة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق