الثلاثاء، 22 فبراير 2011

كتاب سيوف الوليد لهلاك المعتدي العنيد- اللقاء الرابع


كتاب سيوف الوليد لهلاك المعتدي العنيد
\اللقاء الرابعj
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد الله الذي اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ،وهو القائل: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [ و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فهو خير من جاهد في سبيل الله حق الجهاد وهو القائل:] مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم وتوّكل اللهُ للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالماً مع أجر أو غنيمة  [ صحيح البخاري  
 فصلِّ ربي وسلم وبارك عليه وعلى آله الكرام وأصحابه الفِخام .
وأما بعد ...
فنتابع الحديث عن سلاح الأنبياء بعد أن ذكرنا سلاح نبي الله نوح عليه السلام المدمر وكيف أباد به قومه فنأتي على ذكر سلاح نبي الله لوط عليه السلام فقد استعمل سلاحه المدمر الفتاك ضد المفسدين والمجرمين وذلك بعد أن دعاهم إلى ترك الرذيلة والفاحشة التي كانوا عليها فأبوا وعاندوه وكذبوه وقالوا أرسل علينا العذاب إن كنت من الصادقين . قال الله العزيز الحكيم ] وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ( 28) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) ( 29) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ) (30) العنكبوت[ فكان سلاحه مؤلف من أربع كلمات وحرف جر: رَبِّ- انْصُرْنِي- عَلَى- الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ. فاستجاب الله له وأرسل على اللوطيين  مطراً ليس من ماء كما فعل بقوم نوح عليه السلام إنما  أمطرهم بنوع من  الراجمات الثقيلة النارية  والغزيرة كما وصف الله تعالى هذا السلاح  فقال الله تبارك و تعالى ] فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ) (هود:82) [ فسلاح نبي الله لوط عليه السلاح المؤلف من أربعة كلمات وحرف جعل ستاً من المدن والقرى ترتفع على جناح جبريل عليه السلام بعد أنْ اقتلعها من الجذور ورفعها علواً ثم خفضها مقلوبة كما يرفع أحدنا رغيف الخبز بيده ليضعها على الصاج المستعر وقلبها وقد أمطرت عليهم حجارة نارية بغزارة لدرجة أنه لا يمكن لمخلوق أن يفر ويهرب منها فقد نزلت منضودة أي متشابكة كما نرى قرن الطلح (الموز) لا يوجد بين الموزة والأخرى فراغ هكذا كانت الحجارة النارية  تنزل على أعداء نبي الله لوط عليه الصلاة والسلام. وكل ذلك بسلاح من عيار أربع كلمات وحرف.. من الدعاء .. من سلاح المؤمن ...
ثم تعالوا بعد ذلك نتفحص سلاحاً من عيار (4 أحرف) يسمى (لعنة) ولهذا السلاح فعالية تحويل الجسد البشري إلى جسد حيوني مهان وقد استعمله نبيّان من أنبياء بني إسرائيل عليهما الصلاة والسلام وهما داود وعيسى بن مريم عليهم السلام، قال الله رب العزة] لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ[ المائدة:78-
لقد ذكر في كتاب أضواء البيان: أن أهل أيلة، وهي (منطقة على ساحل بلاد الشام  تصل حتى أول الجزيرة العربية) لما اعتدوا في السبت.. قال داود عليه الصلاة والسلام: اللهم ألبسهم اللعن مثل الرداء ومثل المنطقة على الحقوين( يعني مكان وضع الزنار (القشاط بالعامية)) فمسخهم الله قردة .
وأصحاب المائدة لما كفروا قال عيسى عليه الصلاة والسلام :اللهم عذّب من كفر بعدما أكل من المائدة عذابا لم تعذبه أحداً من العالمين والعنهم كما لعنت أصحاب السبت، فأصبحوا خنازير .
والأمثلة من القرآن على عظمة هذا السلاح كثيرة ونكتفي بهذا القدر .قال الله جل جلاله ] وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً [   (الإسراء:89) .
وإلى اللقاء جديد إن شاء الله .
السلام عليكم أترككم في أمان الله وحفظه تعالى
المؤلف: الداعية الإسلامي وليد عدنان علامة

هناك تعليقان (2):

  1. بارك الله في علمكم شيخنا الجليل وجعلكم الله دخرا لهذه الأمة

    ردحذف
  2. بارك الله بك شيخنا الكريم على طرحك هذا الموضوع المهم والمطلوب اليوم على كل مسلم مكلف أن يتخذ الدعاء سلاحاً له على الأقل إن عجز عن حمل السلاح ومحاربة العدو المحتل الغاصب للمقدسات ...
    لك تحياتي

    ردحذف