الاثنين، 21 فبراير 2011

كتاب سيوف الوليد لهلاك المعتدي العنيد- اللقاء الثالث

كتاب سيوف الوليد لهلاك المعتدي العنيد
اللقاء الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد الله الذي اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فهو خير من جاهد في سبيل الله حق الجهاد وهو القائل: ما ترك قوم الجهاد إلا وذلوا . فصلِّ ربي وسلم وبارك عليه وعلى آله الكرام وأصحابه الفِخام .
 وأما بعد ...

فأيها المؤمنون الكرام  أحباب النبي محمد (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الكرام وأصحابه الفخام)  وأبناء أهل البيت والصحابة رضوان الله عليهم والقادة العظماء .
هلاّ أخذتم سلاح الدعاء في وجه عدونا وعدو الله ورددتم سحره وشره وكيده ومكره وسلاحه وخبثه وحسده عنكم وعن الأمة وكنتم عونا للمجاهدين إن عجزتم عن حمل السلاح المادي .
أنا أملك اعتقاداً أقوله لكل إخوتي في الله: لو أن الأمة اليوم حاربت عدوها الجني والإنسي بسورة البقرة فقط قراءة أو سماعاً وتفقهاً كل ثلاثة أيام مرة  في كل بيت مسلم وواظبوا عليها لما انتصر عدو علينا  أياً كان .ولا أقصد هنا ترك العمل بالسلاح المادي لمن وفق إليه ولكن كما أنك مخلوق من روح وجسد فاعمل بعمل الروح والجسد أو فليعمل البعض بالمادة والبعض بالقلب والروح والعلم فيكمل بعضنا البعض لأن المسلمين كالجسد الواحد ، ويقول الله تعالى في زمن المعارك (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً) (النساء:102) ويقول جل الله في علاه: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة:122) فإذا كان التفقه بالدين عبادة  فقد ورد أن الدعاء هو مخ العبادة .
وإني في هذا الكتاب المتواضع  أردت أن أذكر أسلحة استعملتها شخصياً وبعضها فتحها الله تعالى عليّ وهو الكريم المعطي من يشاء مايشاء لمن يشاء متى يشاء ويختص برحمته من يشاء و يمد جميع خلقه من عطائه الذي لا ينفد وما كان عطاء ربك محظورة، ووجدت ما وعد الله حقاً ورأيت الإجابة كرماً منه وقد ذكرت لبعضها قصة لأثير قريحة الداعين إلى الله ليشتغلوا بها أو بمثلها . والحمد لله رب العالمين ولا عدون إلا على الظالمين، وصلى الله على سيد المجاهدين والعابدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً . 

شواهد من القرآن والسنة على مشروعية استعمال سلاح الدعاء
                          

الدعاء سلاح الأنبياء المدمر

وقد استعمل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هذا السلاح الفتاك و جاء في القرآن العظيم بعض هذه السيوف والرماح والصواريخ والقنابل الروحانية التي غيّرت مجرى التاريخ وأفنت أقواماً جبارين ظلمة معتدين مفسدين ليس فيهم ذرة من الصلاح والإنصاف والرحمة والحياة الطيبة ولا الأخلاق الحسنة والحميدة  وذلك بعد أن نفذ صبر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وتبين أن الخطاب والحوار والعقل والمنطق وطرق وسائل التفاهم انسدت وأحكمت على قلوبهم السوداء الأقفال وجعلوا أصابعهم في الآذان خشيت أن يغلبها خطاب الحق  فتنصاع له العقول  كما ذكرى الله تعالى في قصة نبي الله نوح عليه السلام (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً) (نوح:7)  وعلم الله أزلاً أنهم لن يؤمنوا فأوحى إليه (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (هود:36)  وقتها استعمل عليه الصلاة والسلام  سلاح الدعاء إلى الله تعالى (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً) (نوح:26)   فأهلكهم بانفجار  الأرض بالماء، وهطول السماء برصاص المطر فما  عصمتهم المرتفعات والجبال من أمر الله تعالى فأبادهم الملك الجبار عن بكرة أبيهم إلا من شاء وذلك كله عائد إلى سر عظمة سلاح الدعاء من أفواه الأولياء والأنبياء والأنقياء.

وإلى لقاء قادم  إن شاء الله نتابع فيه الحديث عن سلاح الأنبياء .
السلام عليكم أترككم في أمان الله وحفظه تعالى
المؤلف: الداعية الإسلامي وليد عدنان علامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق