الاثنين، 21 مارس 2011

حكم الفرح بيوم الأم


حكم الفرح بيوم الأم

بسم الله الحمد الله والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.

فأما بعد قد وُجه إليّ سؤال من قبل أخت كريمة  وهو: السلام عليك شيخنا الكريم يسرني أن تفتي لنا حكم الاحتفال بعيد الام حيث نزلت موضوع بقسمك يحرم الاحتفال به وفرصه كبيرة لنا ان نأخذ العلم من أصحابه ولك مني خالص شكري وودي وجزاك الله خيرا . والسلام(موقع الصمود الحر الشريف)

الأخت الكريمة  المحترمة ..

القراء الكرام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجواب وبالله تعالى التوفيق:

الجواب المختصر:  مباح استحساناً

تفصيل الجواب  :  لاشك أن الإسلام دين كامل ليس فيه نقص من يوم أنزل على النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم قوله تعالى:  الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ [المائدة : 3]

ومن كمال هذا الدين أنه أذن المشرع للعلماء في الاجتهاد قياساً بالرأي بما يوافق الأصل في كل من المحدثات في زمن الوحي وبعده .

قال الأحوذي في تحفته
وكانوا إذا أعوزهم الدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عملوا بما يظهر لهم من الرأي بعد الفحص والبحث والتشاور والتدبر وهذا الرأي عند عدم الدليل هو أيضا من سنته لما يدل عليه حديث معاذ لما قال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: بما تقضي ؟ قال بكتاب الله، قال: فإن لم تجد ؟ قال: فبسنة رسول الله ، قال: فإن لم تجد ؟ قال: أجتهد رأيي،
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم:  الحمدلله الذي وفق رسول رسوله ، أو كما قال ،
وهذا الحديث وإن تكلم فيه بعض أهل العلم بما هو معروف فالحق أنه من قسم الحسن لغيره وهو معمول به ) تحفة الأحوذي(.

والمعلوم أن المحرمات بنيت على أساس الضرر, والإباحات بنيت على أساس المنفعة ،

والآن نحن بصدد يوم الأم والطفل ، وهذا اليوم لم يكن في زمن الوحي وقيل قد استحدث في م1911 في أمريكا واحتفلت مصر بأول عيد أم في 21 مارس سنة 1956م .. ومن مصر خرجت الفكرة إلى  البلاد العربية الأخرى .بعد أن جاءت إمراة تشكو لبعض الصحفيين قطيعة أولادها لها  ، فعملوا على أن يجعل يوم في السنة من أجل إكرام الأم فيه وطلب المسامحة والصلح وغيرها من هذه الأمور الطيبة التي لا تخالف الشرع في الأصل.

فإن هذا اليوم يحتاج إلى نظر وبحث لنعطيه حكماً يتوافق مع لأصل
وتأكد أخي القارئ أن أي حكم ينتج عن الفقيه العالم بأصول الفقه في مثل هذه القضية يعتبر حكماً ظنياً وهو قابل للنقض ولا يكفر المخالف.
لأنه لا دليل قطعي على حكمه سيما كان بالإباحة أم بالكراهة أم بالحرمة إلا إذا حدث إجماع عليه من جميع الفقهاء في عصر من العصورفعندها يجب الأخذ به وعدم المخالفة.

أخي القارئ : وأنا أرى لأسباب استحسانية أن هذا اليوم ليس فيه مخالفة شرعية وهو مباح شرط أن لانعتبره عيدا أساسياً في الإسلام ولا يحول هذا اليوم إلى حفلات فيها منكرات.

سبب هذا الاستحسان:
مع الإعتقاد والمراعاة أن الأم والأب يجب أحترامهما والعمل على رضاهما بما يوافق الشرع طوال أيام السنة ، لقد أصبحنا في زمن كثرت أشغاله وقضاياه وغص بالمشاكل والأعباء لدرجة أن الأبناء لا يستطعيون القيام بواجباتهم الزوجة وتربية الأولاد وملاحقة قضايا هذا العصر فيحدث تقصيرغير مقصود وربما مقصود

فيأتي هذا اليوم ليذكر الناس بالوالدين وحقوقهما فتعطل الشركات والمدارس والمؤسسات لتفسح مجالا لتفريح قلب الأم والأب في هذا اليوم بوردة أو هدية أو وليمة يعم فيها الفرح بين أبناء الأسرة جميعا لأن الأم الطيبة وحبها وحنانها جمعهم في هذا اليوم. 
فأين الضرر المبني عليه حرمة في ذلك؟؟

وأقول: ليس كل مستحدث هو بدعة ضلالة.. فعند الفقهاء ما يسمى بدعة مصلحة وهذا اليوم فيه مصلحة وليس فيه ضرر

وأقول:  ليس كل ما فعله غير المسلمين يعني الحرمة والدليل
صوم يوم عاشوراء حين استحسنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من اليهود وطلب من المسلمين صيامه ومخالفة اليهود بيوم قبله أو بعده ، وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم كلمته الرائعة النورانية لليهود) فأنا أحق بموسى منكم) تعليما لكل فقيه طريقة الفهم للحكم،
وأرى لو عرض هذا اليوم على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لقال: أنا أحق بالأم من كل العالم ولجعله مندوبا من شاء فعل ومن شاء ترك  ،

ورد عن بن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من دوهم فصامه موسى ، قال: فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه . (صحيح البخاري)

هذا هو الجواب والله تعالى أعلم وأحكم

الداعيةالإسلامي وليد علامة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق